الأربعاء، 15 يونيو 2011

وتمضى الحياة

وتمضى الحياة



 

وتمضى الحياة ُكشيءٍ من شَـلـَـلْ ...

فلا رحيلَ ولا ظـَـلــَــلْ

ولا خيالَ ولا أمَــلْ

وفاحت ريحُ الهوامدِ للعلا

تغوصُ كما الريح تعبثُ بالفلا

فلا رحيقَ من الـذَبـَــلْ

واحترقت أغصانُ الربيع بأضلعي

أترحلين وتـُطـْعِـمِيْنَ دمعا بالمُـقـَـلْ?!

فزهر الحدائق قد حبا

إلى عبير قد أبى

والشمس تأبى أن تنيرَ

والنجم يأبى أن يسيرَ

عربد الضياع فكلما الكون استقام

عاود للخلل

والصبح صار مهَلهَلا ً

والليل صار مُبَعــثـــَرا ً

والعشق ذئبٌ لاحَـمَـلْ

ودقات العقارب قاتله
أصوات البلابل نائحة


حتى البحار تبخرت

حتى الجبال ترنحت

حتى السراب يكسوه ذهـَـلْ

وارتدت معطف الأحزان أيامٌ

واستعمر الخزىُ

أثواب البطل

فألحان المعازف هاجرة

وأركان المعابد كائبة

حتى السيوف صليلها

بالكمد صوت من ثــَمَـلْ

والثلج نارٌ مُـفـْحـَـمَهْ

والعطر ريح مـُـبـْـهَــمـَة

والنصر أرداه الـفـَشـَلْ

فكل الحياة عليلة ٌ

والشعر صوت لِـلـْمـَلـَلْ

وأنتي على الفراق معمرة

لا تبصرين جحيمنا

فإعصار الفراق أذلنا

والكل يسأل مالنا

ألا أنغامي رأفــة ً

أمُّ السؤالِ ِخطبٌ جـَلـَلْ

أعيَيْ الأطبة جُرْحَنــَاَ

واليأس يـَصْـرَعُ صـبـرنا

فاليأسُ حارَبَ ما نــقـَـتــَـلْ

والظلم أشباح الندم

خـُلـِقـَتْ لتلهو بحسن القمر

فبات يبكى الضياءَ عليلا

بالصمت تحت أسوار الخـَجَـلْ





حمدي جابر السعدنى
ديسمبر 2010